صدر فى الرياض كتاب " الملك عبد العزيز، العدالة والحكم مواقف ومآثر" لمؤلفه ناصر بن على الشهرى عن "أضواء الابتكار" والكتاب يتناول منهج الملك عبد العزيز فى الحكم نظريا وتطبيقيا والمستمدة مقوماته من الدين الإسلامى ومقومات شخصية عبد العزيز التى جمعت بين العدل والشورى والعدالة والمشورة وانطلقت من المملكة وبالمملكة الى مسار العالمية فى رحابها الواسعة ويحتوى الكتاب على تقديم للدكتور نايف بن ثنيان بن محمد آل سعود واربعة فصول بعنوان "مقومات الشخصية ونظرية الحكم فى عهد عبد العزيز والشورى والمساواة فى عهد عبد العزيز وعدالة الملك عبد العزيز وعالمية المملكة.
ويستعرض الكتاب موقف عبد العزيز الحيادى فى الحرب العالمية الثانية ثم ينتقل الى دوره فى قضايا المسلمين وموقفه من قضية فلسطين وكيف تمكن عبد العزيز خلال اجتماعه المبكر مع رؤساء الدول الغنية "امريكا وبريطانيا" أن يؤكد بعد نظر السياسى ورأيه القيادى الذى اكدته الحقائق فيما بعد.
ويشير المؤلف الى أن موقف عبد العزيز هذا يأتى من تبنيه نظرية واضحة فى العلاقات الدولية وهذه النظرية ترتبط فى مجاليها الفكرى والتطبيقى بأصول المنهج الإسلامى ويقول المؤلف فى هذا الخصوص عاش الملك عبد العزيز ما يزيد عن سبعين عاما وامضى نصف قرن وهو فى موضع المسئولية الاولى فى بلده الا انه كعربى ومؤمن مسلم كان يعتقد أن بلاد العرب والمسلمين يجب أن تكون حرة مستقلة وكانت اهم المواضيع الأساسية التى شغلت باله قضايا العرب القومية وفى مقدمتها القضية الفلسطينية ولذلك رحب بفكرة الاجتماع مع الرئيس الامريكى روزفلت وكذا الاجتماع برئيس وزراء بريطانيا تشرشل فى مصر عام 1945.
ويبرز المؤلف الحديث الذى دار بين الملك عبد العزيز والرئيس روزفلت خاصة عندما سأله الاخير عن الحل الذى يقترحه لهذه المعضلة فأجاب عبد العزيز أن الحل الطبيعى هو إعادة اليهود الى أوطانهم الأصلية لأن انتصار الحلفاء فى الحرب سيصفى النازية والفاشية فى اوروبا وان من تواتيه الفرصة بالعودة الى وطنه الاصلى يجب أن تهيأ له الفرصة ليعيش فى اراضى دول المحور التى اضطهدته وشردته كما يبرز الكاتب ايضا تحذير الملك السعودى للرئيس الامريكى من الاخطار التى تنجم عن التفكير بفلسطين كوطن يؤوى اليه اليهود "فالعرب واليهود بعد وعد بلفور المشئوم لا يمكن أن يتعايشوا لا فى فلسطين ولا اى بلد عربى أخر وان اقامة دولة يهودية فى فلسطين يهدد السلام باستمرار واذا نفد صبر العرب ويئسوا من مستقبلهم فانهم يضطرون للدفاع عن انفسهم وعن اجيالهم المقبلة ازاء هذا العدوان بكل الوسائل.
ويخلص الكاتب الى أن القضية الفلسطينية هى هاجس المملكة الدائم وقضية القضايا ومرتكز تحركها فضلا عن كونها قضية شعب شرد وقضية مقدسات عربية استبيحت فقد كانت دائما ارث الاسرة السعودية وتناول المؤلف فى الفصل الاول من الكتاب المقومات الشخصية للملك عبد العزيز حيث ابرز الكاتب كثيرا من قيم الملك عبد العزيز التى اتصف بها وشخصيته القيادية المؤثرة وتجلى فى إيضاح بعض المواقف الصعبة التى تعرض لها عبد العزيز ابان مسيرة التوحيد والبناء فكان إيمانه وحلمه وكرمه وعدله الدور الفاعل والرئيسى فى تجاوز العقبات وتحقيق الآمال والطموحات.
ويتطرق المؤلف فى الفصل الثانى الى "نظرية الحكم فى عهد الملك عبد العزيز" متناولا اميز ما تميزت به مقومات شخصية عبد العزيز وما استند عليه الحكم فى نظرياته وتطبيقاته فى قراراته وتوصياته وهما ركيزتا العدالة والمساواة حيث اورد الكاتب الشواهد الداعمة والمؤيدة لذلك الواقع الدال بكل تأكيد على عبقرية الحاكم وسمو المبادئ.
ويتطرق المؤلف فى الفصل الثالث الى مسألة مهمة وهى "الشورى والمساواة فى عهد الملك عبد العزيز" مؤكدا أن مجلس الشورى الذى تميزت به المملكة تم تشكيله فى سنة الف وثلاثمائة وخمسة واربعين للهجرة وعين فيه عدد من العلماء من اولى الرأى والفكر والنظر وعمل فيه بصلاحيات واختصاصات المجالس النيابية العالمية ومن مبدأ انسانى وإسلامى كانت المساواة لدى الملك عبد العزيز امرا قائما لا يقبل الجدل والنقاش ويوضح المؤلف هنا الكثير من الحقائق التاريخية التى قد تخفى على كثير من الناس.