حاول المؤلف من خلال كتابه جلاء شخصية وصفها بالديمقراطية والعربية العظيمة من خلال قالب تحليلى للشخصية وهى شخصية الملك الاموى "سليمان بن عبد الملك بن مروان".
فى البداية تناول المؤلف مزايا وخصائص البيت الاموى "تحت عنوان خصائص الامويين" خلال مئتى سنة سبقت حكم الملك سليمان بن عبد الملك حيث اكد ان هذا البيت كان من بيوت الشرق الرفيع فى أيام الجاهلية والإسلام وكان يعادل بيت هاشم بن عبد مناف ويلتقى معه فى جد واحد هو عبد مناف بن قصى وهو الجد الثالث للرسول "صلى الله عليه وسلم".
يصف الكاتب كيف تميز الامويين عن بيت عبد مناف بخصائص ومميزات معينه تميزهم عن بقية بنى عبد مناف منها النشاط العملى والهمة والطموح كما برزوا فى التجارة والترحال لذلك اسند اليهم الرسول "صلى الله عليه وسلم" اعمالا مهمة كثيرة.
وعن الخصائص والمميزات التى ورثها الملك الاموى سليمان بن عبد الملك تناول المؤلف شخصية كل من ابى سفيان ويزيد بن ابى سفيان ومعاوية بن ابى سفيان وامير المؤمنين عثمان بن عفان كما تحدث عن اهتمام خالد بن يزيد بن معاوية بترجمة كتب النجوم والطب والكيمياء.
ثم تناول اسلوب السياسة التى اتبعها الامويون فى ادارة الدولة وهو اسلوب يعتمد على القوة بسبب الظروف السياسية التى عاشوا فيها حيث الاعتزاز بالقومية وبعصبية القبيلة.
وقد اعتبر الكتاب عصر سليمان بن عبد الملك انه يقارب من ست سنوات وذلك بضم مدة عمر بن عبد العزيز تعتبر اليها وعلل ذلك حسب رأيه ان مدة عمر بن عبد العزيز من ضع سليمان نفسه ونتيجة من نتائج سياسته وتفكيره واسلوب حكمه الذى وصفه بالخلافة الموقرة والملك العادل حيث اقام المساواة والعدل بين الناس وتحقيق المصلحة العامة والهدوء حيث خمدت الثورات بعد القضاء على ثورة خراسان وذلك بمقتل قتيبة بن مسلم كما تميز باتساع رقعة الدولة حيث اتسعت الفتوحات فى عصره من الشرق الاقصى الى افريقيا الشمالية واوروبا الجنوبية وكيف ساد القضاء العادل والرفاهية الحياة الاجتماعية لسكان هذه البلدان.
اهتم الكاتب برصد نشأة الخليفة سليمان بن عبد الملك ومحل ولادته فى الحجاز سنة (60هـ 682م) فى بداية عهد يزيد بن معاوية ونشا فى الشام فى خلافة جده مروان وابيه عبد الملك اما امه فهى ولادة بنت العباس من ابرز القبائل العربية فى نجد، وكيف انه تولى الخلافة بعد وفاة اخيه الوليد بن عبد الملك عام (96 هـ 715م)
ثم تحدث عن أهم الاعمال التى قام بها مثل دفنه رأس الحسين بن على بن ابى طالب (رضى الله عنه) فى مقابر المسلمين بعد ان كانت ملقاة فى خزائن السلاح وتعيينه رجالا وحكاما عادلين على البلدان الإسلامية مثل يزيد بن ملهب على خرسان وطلحة بن دواد على مكة وقرة بن شريك العبسى على مصر واهتمام سليمان بالفتوحات الإسلامية وذلك لتوسيع المملكة واسعاد العرب وباعد الذل عن الشعوب والبلاد وعتق اكثر من 70 الف مملوك ومملوكة فى الرقيق فى البلدان العربية وافريقيا والصين والاندلس وغيرها من الممالك المفتوحة وكيف انه منح لكل الاجناس حرية العقيدة بل انه متع اليهود فى عصره بالحرية فى التجارة الزراعة.
اهتم سليمان بن عبد الملك بأخذ المشورة من اثنين هما عمر بن عبد العزيز ورجاء بن حيوة ويستشيرهما فى اهم الامور وكيف وصى بتولية عمر بن عبد العزيز الخلافة عندما مرض بالحمى فى مرج دابق بشمال حلب والتى توفى بسببها فى 30 صفر 99هـ.
وفى جزء اخر من الكتاب تناول مظاهر حياة سليمان الاجتماعية وقسمها الى مظهرين الاول وهو الاستعلاء على مستوى الطبقات وهو الجانب الارستقراطى فى حياة سليمان نظرا لاصوله الراقية ويعتبر انه اول ملك عربى لبس تاج الملك على رأسه كما ارتدى الثياب الرقاق والوشى كما تميز بالجسم المتناسق والوسامة والمشرقة.
اما المظهر الثانى فهو اندماجه فى مستوى طبقات الشعب وهو الجانب الديموقراطى من حياته حب عشق المساواة بين جميع افراد الشعب من حيث حرية الفكر والعيش والحقوق المدنية ونشر العدل وحرص على حرية الفكر والفرد.
والقى المؤلف حسن عواد الضوء عن ثقافة الخليفة سليمان ومصادر تكونها وتنوعها فى الثقافات السياسية والعسكرية والدينية والنفسية والاجتماعية والرياضية والفنية فى نقد الشعر وكيف انه سبق بعصره بتحريره فى يوم واحد ما لم يحرره ملوك مجتمعين فى سنين ويؤكد انه سبق ابراهام لنكولن احد رؤساء الولايات المتحدة الامريكية الذى لقب بمحرر العبيد ونصب له تمثال لذلك ومجد لنكولن بينما استهان المؤرخون بعمل الخليفة سليمان.
عقد الكاتب مقارنة بين الخليفة سليمان بن عبد الملك ولنكولن من حيث نشأته كل منهما وتعاطف كليهما مع الرقيق وجهودهما وكيف ولدت الفكرة لديهما ونتائجها ومدة حكم كلا منهما وكانت النتيجة فى النهاية ان سليمان هو الاحق باللقب "محرر الرقيق"
كما اشتمل الكتاب على الخصائص التى انفرد بها الخليفة سليمان عن غير من ملوك بنى مروان والمواقف الهامة من حياته والاحداث الجلل فى حياته ثم ثلاث نواحى شخصية وهى نسبة الفهم او الشراهة فى الاكل، وموته، هل بسبب السم واعتراف الامويين واعجابهم بعبقريته ومجالس الشعر التى عشقها.
وفى الجزء الاخير من الكتاب اهتم الكاتب بتخصيصه عن يزيد بن المهلب لصلته الوثيقة بالخليفة سليمان بن عبد الملك حيث كان وزيره وصديقه وقائد جيشه ومستشاره ولدوره الهام فى مسرح الدولة الأموية نحو ما يقرب من 25 عاما.