اشتمل الكتاب على أربعة فصول وهى (إيران والقومية العربية) ،(اتصال الثوار الإيرانيين بعبد الناصر)، (عبد الناصر يدعم الثورة الإيرانية) ، تداعيات دعم ثورة يوليو للثورة الإيرانية).
ويوضح المؤلف مدى معاداة الشاه لثورة 23 يوليو من خلال مسارعته للارتباط بحلف السنتو والذى عرف فيما بعد بحلف بغداد للحصول على دعم كل من الولايات المتحدة وبريطانيا للحفاظ على نظام حكمه بالإضافة إلى إثارته قضايا الحدود ومنها:
قضية شط العرب والعلاقة بالعراق وقضية المطالبة بالبحرين بجانب إحكام سيطرته على كل قطاعات الجيش الايرانى لضمان ولائهم له ولنظامه.
ويشير الكاتب والذى كان يشغل منصب سفير الجمهورية العربية المتحدة بسويسرا عام 1960 إلى كيفية بدء الاتصال الأول مع الثوار الايرانيين حيث التقى برئيس قبائل قاشقاى التى قامت بانتفاضة عسكرية ضد الشاه وخلال هذا اللقاء تم توضيح مواقع القبائل التى تم الاتفاق مع رؤسائها على القيام بثورة مسلحة ضد الشاه وهى قبائل باختيارى وجافان روت"الكردية".
كما التقى المؤلف بالسيد على شريفيان رضوى – الذى يرأس الجبهة الطلابية بباريس – والذى قام بتوضيح مخطط حركة الحرية الإيرانية وفكرها.
ويذكر الكاتب أنه فى 16 أغسطس 1963 تم عقد المؤتمر الثانى للجبهة الوطنية الايرانية فى ألمانيا الذى يعد دليلا على رغبة الشعب الايرانى فى مقاومة الدكتاتورية واصرار الجبهة الوطنية على التماسك من اجل تحرير البلاد ومن القضايا التى نوقشت فى هذا المؤتمر الاجراءات الارهابية التى تقوم بها حكومة الشاه للقضاء على المقاومة الشعبية وتوضيح الدور المهم الذى يقوم به الطلبة الايرانيون لتحرير بلادهم ومناقشة اهمية الدور الذى تقوم به الجبهة الوطنية فى ايران وخارجها واختتم المؤتمر بمناشدة الرأى العام الالمانى بضرورة الاهتمام بقضية الشعب الايرانى، وفى اوائل سبتمبر 1963 قدم ابراهيم يازدى – احد قادة التجمع الطلابى الايرانى بالولايات المتحدة الامريكية – تقريرا يتضمن الصورة الواقعية لحقيقة امكاناتهم المتاحة فى داخل وخارج ايران وعرض فيه فكرهم لتهئية الشعب الايرانى ليباشر نضاله الثورى والذى يستند إلى مبادىء فكرية وعقائدية ولتحقيق ذلك ينبغى خلق قيادة واعية من خلال رجال السياسة ورجال الدين.
كما يوضح الكاتب موافقة الرئيس من حيث المبدأ على دعم ثورة ايران بشرط التعرف على موقف الايرانيين من عدة قضايا هى :
موضوع نظام الحكم كما خططوا له بعد نجاح الثورة علاقتهم بالنظام الدولى، موقفهم من المصالح الاجنبية الموجودة بإيران، الموقف من اسرائيل، الخليج العربى وما اثاره الشاه من قضايا الحدود وتبين أن حركة الحرية الايرانية هى القوة الفعلية الايجابية التى تؤمن بالعمل الثورى.
وتتمثل تفاصيل مخطط الثورة الايرانية فى ضرورة إعداد القواعد الشعبية فكريا وسياسيا واجتماعيا وعقائديا من خلال تجميع العناصر التى تؤمن بوجوب العمل الثورى الموجود داخل ايران وخارجها وإعداد اجهزة الدعاية واتمام السيطرة على كل كبيرة وصغيرة بالجيش الإيرانى وتم عقد اجتماع القاهرة من 9-15 يناير 1964 والذى يمثل نقطة التحول الرئيسية فى مسيرة كفاح الشعب الايرانى ومساندة ودعم ثورة 23 يوليو لهذا الدور الذى تحملت مسئوليته حركة الحرية الايرانية وحضر ممثلون من حركة الحرية الإيرانية والمسئولون المصريون عدة جلسات نوقشت خلالها الظروف التى يعيشها الشعب الايرانى وضعف دور رجال الاحزاب وقد تم وضع برنامج تدريبى للمناضلين على العمل الفدائى واسلوب حرب العصابات بالإضافة إلى اعدادهم تنظيميا ونفسيا للثورة.
ومنذ عام 1965 وحتى منتصف عام 1966 ومصر تقدم الدعم والمساندة لمن تم اختيارهم من داخل وخارج ايران وإعدادهم من خلال برنامج التدريب والاعداد النضالى والتنظيمى ولكن نتيجة لتعذر قيام اعضاء المكتب الدائم لحركة الحرية ببعض الاتصالات الهامة تأمينا لحركتهم وحفاظا على سرية العمل فقد تم تكليف بعض من العاملين بهذا المجال من المصريين ليقوموا بهذا العمل مما ساعد فى تنشيط حركة الاتصالات ومختلف القواعد التنظيمية بالإضافة لإمداد اعضاء المكتب الدائم باحتياجاتهم المادية لدعم قدراتهم النضالية ورغم كل الامدادات الا أن اتخاذ القاهرة مقرا دائماً لن يتيح لهم الحفاظ وتأمين السرية المطلوبة لعملهم مما ادى إلى نقل مقر المكتب الدائم لحركة الحرية إلى بيروت والتى تتشابه وطبيعة ارض ايران بالاضافة إلى سهولة الاتصال بجميع التجمعات الإيرانية فى داخل وخارج إيران.
وكان لنكسة مصر فى عام 1967 رد فعل عميق على شاه ايران حيث اعتبرها قضت نهائيا على سمعة ثورة مصر وانها ستحقق له ولنظامه الاستقرار الا أن قيادات شعب ايران الموجودة بخارج ايران أو بداخلها استقبلت اخبار النكسة بالسخط على الولايات المتحدة وإسرائيل حيث كشفت التأمر الامريكى الاسرائيلى على مصر وثورتها وشعبها.
وانعكس موقف تلك القيادات ليثير السخط والغضب لدى جماهير الشعب الايرانى ولم تنقطع الاتصالات بالأخوة الايرانيين إلا بسبب صعوبة الموقف الاقتصادى الذى واجهته الجمهورية العربية المتحدة بعد إغلاقها قناة السويس واحتياجها إلى اموال ضخمة لتعويض ما فقدته من اسلحة ومعدات فقد آثر المناضلون من قادة حركة الحرية توفير احتياجاتهم المالية من مصادر أخرى.
وكان تولى الرئيس أنور السادات مقاليد الحكم فى مصر بمثابة نقطة تحول رئيسية فى سياسة مصر الداخلية والخارجية حيث كان يتبنى بعض الرؤى المغايرة لنظيراتها لدى الرئيس عبد الناصر وهكذا تبدلت سياسة مصر الثورة لتصبح ساسة تعاون مع نظام الشاه إلا أن ثورة ايران اندلعت فى يناير عام 1979 ونجحت فى السيطرة على الاوضاع فى ايران مما افقد الشاه القدرة على التصدى للثورة ولم يجد إلا مصر ملجأ حتى وفاته.
إيمان أحمد مرعى