أضاء الكتاب جانباً هاما من شخصية السادات خاصة فى علاقته بالصحفيين وعلاقة الصحفيين به ومدى تأثير رجال الرئيس فى القرارات والمواقف فى الأشخاص وسجل شهادته ورؤيته فى الفترة التى كان يلتقى بها مع الرئيس السادات.
ويؤكد الطويلة أن هذا الكتاب ليس دراسة أكاديمية لعهد أنور السادات وإنما هو تسجيل وعرض ما رأى وما سمع كما هو تحليل ما رآه وسمعه بأكبر قدر من الموضوعية مع الجمع بين سياسة السادات المعلنة وما يعرفه الطويلة نفسه .. كما أشار الكاتب إلى أنه حاول أن يعمل على إفادة الحركة اليسارية فى مصر قدر استطاعته وتصفية الجو بين السادات وبين أى يسارى فى مصر.
ويستنكر عبد الستار مواقف بعض الكتاب اليساريين الذين يمجدون حرب أكتوبر ويتجاهلون صانعها وقائدها أنور السادات .. ويرى أن السادات غرس فى الجماهير عادة مناقشة الحاكم والحوار معه بلقاءاته المستمرة مع القطاعات المختلفة من كل الطوائف وهو أمر لم يحدث من قبل .. وإنه يجب على ناقدى سياسة السادات فى موضوع الديمقراطية أن يتذكروا انه يشترك مع عبد الناصر فى نفس الوقت فعبد الناصر كفر الديمقراطية بعد أزمة 1954 ،التى جعلته يفقد الثقة فى الشعب، والسادات كذلك بعد 18 ، 19 يناير ضرب الديمقراطية وإنتكس بها ولكن ضربه لها كان رقيقاً عما جرى ايام عبد الناصر على الأقل.
والكتاب دفاع مجيد عن السادات وإن تخلله الكثير من المواقف النقدية خاصة بعد 18 ، 19 يناير وما حدث من مذبحة سبتمبر 1981 التى أطلق البعض عليها ثورة سبتمبر ، ويحاول الكاتب التعامل مع الحقائق ولا ييتجاهلها من منطلق الخصومة السياسية وكثيراً ما حاول المقارنة فى بعض القضايا بين عبد الناصر والسادات وهى مقارنة ظالمة للاثنين فلا الظروف هى الظروف ولا الشخصية هى الشخصية وتبقى حقيقة انهما ينتميان إلى ثورة يوليو التى قادها جمال عبد الناصر وهو الذى جعل السادات نائباً له.
والكتاب ملىء بالقصص الشيقة حول السياسيين والصحفيين كتبها عبد الستار الطويلة بأسلوب شيق .. وكيف أن ما حصل عليه من علاقته بالرئيس السادات والسيدة جيهان هو عبارة عن دعوات الغذاء والعشاء وقطع الشيكولاتة التى كان يحصل عليها اطفاله عندما يلتقون مع والدتهم بالسيدة جيهان حرم السادات .
ويصف عبد الستار فى أجزاء أخرى من مواقف خاصة بالنسبة للرئيسين القذافى وصدام حسين وقضايا أخرى متشابكة وهامة حول السلطة وعلاقاتها والاقتراب منها ، والأمر بالابتعاد عنها والاشاعات ومحاولات تشويه الآخرين.