مؤلف الكتاب هو شوقى خالد المحامى الذى ترافع عن المتهم الثانى فى قضية إغتيال السادات . وتسمية الفرعون تعود إلى عبد العزيز الشوربجى الذى صرخ فى زمن السادات فى مبنى نقابة المحامين المصريين وكان من قياداتها الكبرى يقول : ألا يوجد فى هذا البلد رجل واحد يخلصها ويخلصنا جميعاً من هذا الفرعون" .
يقول المؤلف: ثم جاء أحمد شوقى الاسلامبولى الذى اغتال السادات فى وضح النهار والذى دخل التاريخ من أوسع ابوابه بإعتباره أول (مصرى) يقتل (فرعوناً) منذ عصر (الأهرامات) حتى عصر (الانفتاح).
وخالد الاسلامبولى يعترف علناً وبصوت عال فى قاعة المحكمة وفى الجلسة الأولى قائلاً: أنا قاتل السادات، أنا قاتل فرعون، أنا قاتل الطاغوت.
يشتمل الكتاب على كثير من الأسرار التى تعلن فى مصر لأول مرة وقتها وهذا لطبيعة مؤلفه الذى ترافع فى القضية وقرأ أوراقها ورقة ورقة.
يقول المؤلف عن اللحظات السابقة على لحظة القتل نفسها : " إن الذين حاولوا قراءة وجه السادات فى تلك الدقائق كانوا كمن يحاول قراءة لوحة فرعونية باللغة الهيروغليفية على أن هؤلاء وغيرهم اكتشفوا بسهولة اختفاء شبكة الحراس أمام المنصة ولاحظوا أن حرس السادات الأمريكى الخاص المكون من 12 فرداً قد تراجعوا إلى الخلف".
ويقول المؤلف أيضاً: إن قتلة السادات كانوا قد أجروا بروفة كاملة على عملية القتل يوم الأحد الرابع من أكتوبر حيث استقل خالد الاسلامبولى ، وعبد الحميد عبد السلام ،وحسين عباس سيارة فيات 124 يملكها عبد الحميد وقادها الإسلامبولى ووصلوا إلى مكان المنصة ونزلوا جميعاً من السيارة وقاموا بإجراء بروفة سريعة على كيفية إسقاط القنابل على مسافة بعيدة عن المنصة لأن الهدف من إلقاء القنابل – كما قالوا فيما بعد – لم يكن القتل بل إحداث الفوضى والذعر حتى يمكن إصطياد السادات بسهولة.
وقد أعلن الإسلامبولى فى التحقيقات صراحة : إنه لم يكن هدفى أن يكون قتل السادات بداية لأحداث أخرى فى نفس الإتجاة لم تكن لدى أية خطط بديلة لتنفيذها .. لم تكن لدى أى نسبة للفشل .. لا أعرف عناصر أخرى كان يمكن أن تقوم بإكمال العمل فى حالة فشى .. لم يكن هناك أى إحتمال للهروب .. ليس لى من يتبعنى تنظيمياً .. لم أكن أقصد سوى قتل الرئيس فقط.
كما اشتمل الكتاب بعض من اعترافات حسين عباس الشريك الرابع وكيف تقابل مع الإسلامبولى وموافقته على الفكرة وكيف وصف الجريمة بالاغتيال رافضاً تسميتها جريمة.
ورصد الكتاب أسباب الاغتيال كما حددها الإسلامبولى إلى ثلاثة قائلاً:
1- لأن القوانين التى تحكم بها البلاد لا تتفق مع شريعة الدين.
2- لأن السادات قد أجرى صلحاً مع اليهود.
3- لأن السادات ألقى القبض على علماء مصر وأهانهم وإضطهدهم.
ويقول المؤلف إن هناك شهوداً كثيرين طلب من المحكمة أن تسمع شهاداتهم لكن المحكمة رفضت ذلك، وقد طلب مثلاً سماع شهادة محمد حسنين هيكل عن خلافه مع السادات الذى أوصله إلى السجن.
ولأن كامب ديفيد كانت السبب الرئيسى فى الاغتيال فقد طلب محامو الدفاع سماع شهادات كل من وزراء الخارجية : إسماعيل فهمى ، ومحمد إبراهيم كامل، ومحمد رياض وكذلك الدكتور أسامة الباز من أجل الشهادة عن موضوع واحد هو الصلح مع إسرائيل فقط.
وطلب المحامون أيضا ضم خطب السادات فى مجلس الشعب المصرى الذى أعلن فيها مبادرته وكذلك خطابه فى الكنيست الإسرائيلى تحت خريطة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات والتى كانت تعلو المنصة التى وقف يخطب عليها، وهكذا انقلبت المحاكمة من محاكمة خالد الإسلامبولى ورفاقه إلى محاكمة أنور السادات وعصره .. وتفنيدهم حسب وجهة نظرهم لمساؤى نتائج إتفاقية كامب ديفيد سواء سياسية أو اقتصادية أو عسكرية أو نفسية .. وكيف وصفه المحامون بأنه فرعون يتحكم فى ارزاق الناس وحياتهم بسبب وصف نفسه "رب الأسرة " أو كبير العائلة" ويتساءل المحامون: هل يمكن تفادى الخطر أو الضرر بارتكاب فعل ممنوع؟
ويقول فريد عبد الكريم الذى كان أحد المحامين فى القضية ،وهو الآن زعيم الناصريين فى مصر: إن المتهمين كانوا فى حالة دفاع شرعى عن النفس وفى حالة رد فعل على حاكم اعتدى على حقوق الشعب أى أن ما حدث كان لابد أن يحدث سواء على يد خالد ورفاقة أو على يد غيرهم.
وهكذا يتضح أن مؤلف الكتاب قد حمل على كاهله توضيح وجهة نظر الجناة فى هذه القضية والمحامين عنهم بصفته واحداً من هيئة الدفاع فى هذه القضية التى هزت مصر وما تزال نتائجها موجودة حتى الآن.