مذكرات بوريس يلتسن
هذا هو الكتاب الثالث الذى ينشره الرئيس الروسى السابق بوريس يلتسين فى سلسلة تتناول سيرة حياته. كتابه الأول حمل عنوان "حتى النهاية"، كتبه أثناء سنوات حكم آخر رئيس للاتحاد السوفييتى ميخائيل جورباتشوف وتحدث فيه عن بداياته فى السياسة كأحد قادة طبقة جديدة كانت تناضل فى ظل النظام السوفييتى من أجل القيم الديمقراطية. وكان كتابه الثانى بعنوان "على حد السكين" استعرض عبره مذكراته حول سنوات 1991 – 1993.
هذا الكتاب الجديد يخص تحديداً الفترة الرئاسية الثانية لبوريس يلتسين على رأس الاتحاد الروسى أى سنوات 1996 – 2000. وينطلق فى سرده من منتصف ليلة 31 ديسمبر 1999. حين فاجأ الجميع بإعلانه قرار استقالته، الذى لم يكن يعرف به أحد سوى فلاديمير بوتين الرئيس الروسى الحالى، ودون أن يكون قد عرف بدقة لحظة الإعلان عنه.
يلتسين يعود فى هذا الكتاب إلى جميع الأحداث الكبرى التى شهدتها سنوات 1996 – 2000 حيث يجد القارئ شرحاً للأسباب التى دعت الرئيس الروسى لإجراء تغييرات حكومية متلاحقة، وصولاً إلى الحكومة التى شكلها خليفته فلاديمير بوتين الذى كان شخصية غير معروفة إلا من عدد قليل من الناس قبل تعيينه فى شهر أغسطس من عام 1999 رئيساً للحكومة وخلفاً لبوريس يلتسين. لقد أبرز فى هذا الكتاب بشكل أساسى دوره كرئيس قاد النظام خلال المرحلة الانتقالية من النظام الشمولى إلى النظام الديمقراطى. وكذلك دوره على صعيد السياسة الخارجية والمحافظة على السلام العالمى فى ظل مخاوف من نشوب نزاعات خطيرة كما حدث فى يوغسلافيا السابقة.ويعود فى الإطار نفسه إلى الحديث عن العلاقات المتميزة التى نسجها مع عدد من قادة العالم الكبار، مثل بيل كلينتون وتونى بلير وهيلموت كول وجاك شيراك.
لكن أيضاً يتحدث يلتسين عن حياته الخاصة وعلاقته الحميمة بابنته تانيا وبشراب الفودكا وعن حبه للموسيقى والكثير من الأشياء الصغيرة الأخرى.