أبو عمران ، موسى بن عيسى الجصاص قال : قال أبو سليمان : رد
سبيل العجب بمعرفة النفس ، وتخلص إلى إجمام القلب بقلة الخلطاء
وتعرض لرقة القلب بمجالسة أهل الخوف ، واستجلب نور القلب ،
بدوام الحزن ، والتمس باب الحزن بدوام الفكرة ، والتمس وجوه الفكرة
فى الخلوات ، وتحرَّز من إبليس بمخالفة هواك ، وتزين لله بالإخلاص
والصدق فى الأعمال ، وتعرَّض للعفو بالحياء منه والمراقبة ، واستجلب
زيادة النعم بالشكر ، واستدم النعم بخوف زوالها ، ولا عمل كطلب
السلامة ، ولا سلامة كسلامة القلب ، ولا عقل كمخالفة الهوى ، ولا فقر
كفقر القلب ، ولا غنى كغنى النفس ، ولا قوة كرد الغضب ، ولا
نور كنور اليقين ، ولا يقين كاستصغار الدنيا ، ولا معرفة كمعرفة
النفس ، ولا نعمة كالعافية من الذنوب ، ولا عافية كمساعدة التوفيق
ولا زهد كقصر الأمل ، ولا حرص كالمنافسة فى الدرجات ، ولا ،
طاعة كأداء الفرائض ، ولا تقوى كاجتناب المحارم ، ولا عدم كعدم
العقل ، ولا فضيلة كالجهاد ، ولا جهاد كمجاهدة النفس ، ولا ذل
كالطمع ، ومن لم يحسن رعاية نفسه أسرع به هواه إلى الهلكة
ولا ينفع الهالك نجاة المعصوم ، ومرارة التقوى اليوم حلاوة فى ذلك
اليوم ، والهالك من هلك فى آخر سفره وقد قارب المنزل ، والخاسر
من أبدى للناس صالح عمله وبارز بالقبيح من هو أقرب إليه من حبل
الوريد
من مجلة نداء الإيمان